يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تحدثت السفيرة الإسرائيلية السابقة في القاهرة أميرة أورون، خلال مقابلة تلفزيونية مع القناة الإسرائيلية آي24، عن تغير الخطاب الإعلامي المصري ضد إسرائيل خاصة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
وقالت إنّ من أهم الأصوات المعادية لإسرائيل هو شيخ الأزهر أحمد الطيب، ووصفت الخطاب باللغة المختلطة بمعاداة السامية.
من جانبه رد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على تصريحات السفيرة الإسرائيلية في القاهرة، قائلًا إنّ “خطاب المظلومية المعتاد الذي يلجأ إليه المنتمون للكيان الصـهيوني في كل مناسبة، يظهر فيها وجهه الدموي الحقيقي كما هو الحال في العدوان على قطاع غزة ولبنان، والذي تجاوز الضحايا فيهما حاجز 150 ألفًا ما بين شهيد وجريح ومفقود"، مضيفًا أنّ هذا الخطاب أصبح لا قيمة له أمام بشاعة الجرائم المرتكبة يوميًا ضد الفلسطينيين واللبنانيين، وفق تعبيره.
ومع ازدياد انتشار المعلومات المضللة والزائفة حول مؤسسة الأزهر والشيخ أحمد الطيب، يجمع مسبار في هذا المقال، أبرز الادعاءات المضللة التي رصدها في الآونة الأخيرة.
تصريح مفبرك منسوب للشيخ أحمد الطيب حول فتوى الخروج على الحاكم الظالم
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 25 نوفمبر الجاري، تصريح نسبه ناشرون إلى شيخ الأزهر، جاء فيه "الخروج على الحاكم الظالم هو جهاد في سبيل الله"، مضيفين أنّ الخبر نُقل عن جريدة الشروق المصرية.
تحقق مسبار من الادعاء المتداول، ووجد أنه زائف، إذ تبيّن بعد البحث أنّ التصريح المنسوب لشيخ الأزهر أحمد الطيب لم ينشر في جريدة الشروق المصرية، أو أي مصدر رسمي آخر موثوق، كما لم تنشره أي من حسابات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان قد أجاز شيخ الأزهر الخروج عن الحاكم في يناير/كانون الثاني من العام 2012، ضمن كلمة ألقاها عنه المستشار الفني لمكتبه، الشيخ حسن الشافعي، إذ قال خلال مؤتمر السنّة النبوية بين الواقع والمأمول، إنّ الخروج على الحاكم يكون مجازًا فقط إذا كان سلميّا ولا يضر بمصلحة البلاد، وإذا ثبت ظلم الحاكم بالدليل القاطع، وطال جوره واستبداده.
تصريح زائف منسوب لشيخ الأزهر حول ضرب الزوجة
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحًا يوم الخامس من سبتمبر/أيلول العام الجاري، نسب إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب، زعم ناشروه أنه قال "ضرب الزوجة شرع إسلامي ومذكور في القرآن، ولا يمكن أن ننكره، وإلا نكون أنكرنا القرآن وأضعنا الدين كله".
بالتحقق من الادعاء وجد مسبار أنه زائف، إذ إنّ التصريح المنسوب لشيخ الأزهر حول شرعية ضرب الزوج لزوجته مفبرك، ولم ينشر في حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. وتم تركيب الخبر على تصميم لموقع القاهرة 24 الإخباري.
وكان الشيخ أحمد الطيب قد كشف في مقابلة مع قناة سي بي سي المصرية، نشرت في شهر إبريل/نيسان العام الفائت، عن فتوى ضرب الزوجة في الإسلام، وقال إنّ "الزوج غير ملزم شرعًا بأن يضرب زوجته وأن يلجأ إلى هذا الأسلوب".
تصريح مفبرك لشيخ الأزهر حول ارتفاع تكاليف الحج
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 12 يونيو/حزيران 2024، تصريحًا نسب لأحمد الطيب، زعمت أنه يعترض من خلاله على أنباء ارتفاع مدفوعات مناسك الحج لهذا العام، وادعوا أنه حذّر القائمين على منظومة الحج سواءً في مصر أو السعودية من المغالاة في زيادة الأسعار.
بالتحقق من الادعاء المتداول تبيّن أنه زائف، إذ إنّ التصريح الذي نسب لشيخ الأزهر مفبرك، ولم يذكر في أي من لقاءاته الإعلامية، كما لم ينشره في حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن جهته، سبق ونفى مصدر داخل مشيخة الأزهر الشريف، لوسائل إعلام مصرية تلك التصريحات المنسوبة لشيخ الأزهر، مؤكدًا أنّ شيخ الأزهر لم يدلِ بأي تصريحات في هذا السياق.
وطالب، في التوضيح ذاته، وسائل الإعلام والمواطنين بتتبع تصريحات وأخبار أحمد الطيب عبر المنصات الرسمية للأزهر الشريف، وصفحة شيخ الأزهر الرسمية.
الأزهر لم يدشن وحدة بيان للرد على الأسئلة المثارة من مؤسسة تكوين المصرية
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا مفاده أنّ مؤسسة الأزهر قررت إنشاء وحدة باسم "بيان"، للرد على المزاعم الواردة من جانب مؤسسة تكوين الثقافية المصرية، وأضافت بعض الحسابات أنه تم تفعيل خط ساخن للوحدة برقم 19906، للرد على كل الأسئلة المتعلقة بما تثيره المؤسسة.
وتزامن انتشار الادّعاء، مع انعقاد المنتدى الأول لمؤسسة تكوين الفكر العربي تحت شعار "منهج طه حسين بعد خمسين عامًا على وفاته"، في الخامس من مايو/أيار الفائت، وهي المؤسسة التي تترأس مجلس أمنائها شخصيات مصرية وعربية بينها الإعلامي إبراهيم عيسى، والكاتب إسلام البحيري، والروائي يوسف زيدان، والكاتبة التونسية ألفة يوسف، والباحث السوري فراس السواح، إلى جانب الباحثة اللبنانية نايلة أبي نادر.
وبالبحث وجد مسبار أنّ الادعاء المتداول مضلل، إذ إنّ وحدة بيان هي عبارة عن وحدة أنشأها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية "لمواجهة الإلحاد، والفكر الديني اللاديني، عام 2018، تحت شعار أجيال واعية وحوار بناء"، وفقًا لوصف مؤسسة الأزهر الشريف.
لم يصرح شيخ الأزهر أحمد الطيب بأنّ غزة بيعت من قبل الخونة
نسبت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، في فبراير/شباط الفائت، تصريًحا لشيخ الأزهر أحمد الطيب، عبر نشر تصميم يحمل شعار الجزيرة مصر، على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيه "غزة بيعت والخونة قبضوا الثمن وبقي مصيرها في أيدي رجالها والله غالب ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
بالتحقق وجد مسبار أنّ الادعاء المتداول زائف، إذ لم تنشر صفحة الجزيرة مصر التصريح المنسوب لشيخ الأزهر حول بيع غزة من قبل الخونة، وبالتدقيق بين الخط المستخدم في التصميم المفبرك والخط الأصلي المستخدم لدى قناة الجزيرة، يتضح الاختلاف بينهما.
اقرأ/ي أيضًا
أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت احتفالات موسم الرياض في السعودية
أبرز الادّعاءات المضللة والزائفة التي طاولت حسن نصر الله حتى إعلان اغتياله