صورة قديمة لمستوطنين مذعورين وليست في المكان الذي قتل فيه محمد الدرة
الادعاء
صورة توثق مستوطنين وهم في حالة ذعر، في المكان ذاته الذي قُتل فيه الطفل محمد الدرة منذ 24 عامًا.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ ساعات، صورة قالت إنّها تُظهر ذعر مستوطنين إسرائيليين خلال عملية طوفان الأقصى، في المكان ذاته الذي قُتل فيه الطفل محمد الدرة منذ 24 عامًا.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبين أنّه مضلّل، إذ إنّ صورة المستوطنين قديمة وليست من المكان ذاته الذي استشهد فيه الطفل محمد الدرة.
الصورة لمستوطنين مذعورين عام 2019
نشرت وكالة رويترز الصورة في مايو/أيار 2019، وذكرت أنّها لإسرائيليين يحاولون الاحتماء عند سماعهم صفارات الإنذار، التي تحذر من الصواريخ القادمة من غزة، خلال اشتباكات على الحدود، في مستوطنة عسقلان جنوبي الأراضي المحتلة.
وجاءت الاشتباكات حينها، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على متظاهرين فلسطينيين، تجمعوا قرب السياج بين غزة وإسرائيل كجزء من "مسيرة العودة الكبرى". وقتلت شخصين. ردّت عليها المقاومة الفلسطينية بإطلاق نار، أصاب جنديين إسرائيليين.
وأدى ذلك إلى تصعيد إسرائيلي، بتنفيذ قصف جوي لمدة يومين على القطاع.
ووفق هيومن رايتس ووتش، تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية آنذاك، في مقتل 15 مدنيًّا فلسطينيًّا، فيما، أدت الصواريخ الفلسطينية إلى قتل ستة مستوطنين.
شبكة رصد تنشر صورة المستوطنين حديثًا
وجد "مسبار" أنّ الصورة المنشورة ضن الادّعاء مرفقة بعلامة مائية كُتب عليها اسم شبكة رصد. وبالعودة إلى الشبكة، وجد أنّها نشرت بالفعل الصورة مع بداية عملية طوفان الأقصى ضمن تغطيتها، مع عنوان "عاجل: صفارات الإنذار تدوي في مدينة عسقلان"، ولم تذكر أنّها قديمة.
محمد الدرة قُتل في شارع صلاح الدين في غزة
وبالبحث، وجد "مسبار" أنّ المكان الذي قُتل فيه محمد الدرة، مختلف عن المكان الذي ظهر فيه المستوطنون في الصورة موضوع الادّعاء.
إذ استُهدف جمال الدرة وابنه محمد، في شارع صلاح الدين بتاريخ 30 سبتمبر/أيلول عام 2000، قرب "مفترق نيتساريم" (مستوطنة زائلة) جنوبي مدينة غزة، حيث ظهرا وهما يحتميان بحاجز اسمنتي، من طلقات نار كثيفة أطلقت عليهم من رشاشات جنود الاحتلال الإسرائيلي، وفق شهادة جمال الدرة.
أما المنطقة الذي ظهر فيها المستوطنون، وفق وكالة رويترز، فهي في مستوطنة عسقلان الواقعة في غلاف قطاع غزة
استشهاد محمد الدرة
قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة (12 عامًا) بتاريخ 30 سبتمبر 2000، مطلع الانتفاضة الثانية، حين حوصر ووالده عند مفترق نتساريم، وراء برميل إسمنتي.
وانتشر المشهد الذي يوثق محاولة حماية جمال الدرة لابنه حتى استشهاده بين ذراعيه، على نطاق واسع، بعد أن نشرته القناة الفرنسية الثانية، حينها.
ووثق اللحظة التي قُتل فيها الدرة، مراسل القناة الدائم شارل إندرلان والمصور الفلسطيني طلال أبو رحمة.
يُشار إلى أنّ الانتفاضة الفلسطينية الثانية، اندلعت يوم 28 من سبتمبر 2000، عقب اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية، حينها، أرييل شارون باحات المسجد الأقصى، ومعه قوات كبيرة من الجيش والشرطة.
عملية طوفان الأقصى
يأتي تداول الادّعاء، على خلفية عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، يوم أمس السبت السابع من أكتوبر/تشرين الثاني. واقتحمت الكتائب مواقع عسكرية إسرائيلية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة (غلاف غزة)، وشملت إطلاق آلاف الصواريخ وأسر عشرات الإسرائيليين.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 600 إسرائيلي وجرح 2840 آخرين حتى الآن.
بينما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل 370 فلسطينيًّا ووقوع 2200 إصابة، بسبب الغارات التي تشنها قوات الاحتلال على مناطق مختلفة من قطاع غزة، منذ يوم أمس.
اقرأ/ي أيضًا
الفيديو من لعبة إلكترونية وليس لإسقاط مقاتلة إسرائيلية خلال عملية طوفان الأقصى
مشاهد قديمة لقصف مبنى الشروق في غزة وليست من العدوان الإسرائيلي الأخير