كتبت إليانور ويليامز Eleanor Williams، من بلدة بارو التابعة لمقاطعة كمبريا في بريطانيا، في حسابها على موقع فيسبوك عام 2020، أنّها تعرضت للاغتصاب والتعنيف من قبل مجموعة من الرجال الآسيويين. ونشرت ويليامز صورًا تُظهر كدمات على وجهها، مما أثار موجةً من الغضب والاحتجاجات في مسقط رأسها، وخروج مظاهرات داعمة لها.
تداعيات الاعتداء المزعوم على إليانور ويليامز
إثر ذلك اعتقلت الشرطة مجموعة من الرجال الآسيويين في منطقتها، وشرعت في إجراءات رسمية للتحقق من الحادثة. وسرعان ما انتشرت القصة المروعة التي روتها إليانور ويليامز على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ حظي منشورها بأكثر من 10 آلاف مشاركة.
كما ادّعت إليانور ويليامز أنّ العصابة الآسيوية خدّرتها وضرتها وابتزّتها. وتلقت تهديدات منها منذ سنوات بالسلاح وبالاتجار بجسدها.
ضغطت ردود فعل النّاس على الحادثة المزعومة على الشرطة المحلية، إذ خلّفت موجة من المواقف التحريضية ذات الأبعاد العنصرية، لعب فيها اليمين المتطرف دورًا كبيرًا، حسب شبكة بي بي سي.
اكتشاف حقيقة الاعتداء على إليانور ويليامز
في يناير/كانون الثاني الفائت، كشفت الجهات الرسمية أنّ التحقيق الذي استمرّ ثلاثة أعوام، خلُص إلى أنّ الادّعاءات التي زعمتها ويليامز كاذبة. وأنّ الكدمات التي شاهدها مئات الآلاف في صورها على موقع فيسبوك حقيقية، لكنها كانت ناجمة عن ضرب ويليامز لنفسها بالمطرقة.
وقد كشفت كاميرات المراقبة أنّ إليانور كانت بمفردها في غرفة داخل فندق، خلال الفترة التي ادّعت أنّها هوجمت فيها. كذلك بيّنت أنّها لم تتعرض لأيّ هجوم.
سبّبت ادّعاءات إليانور السجن الاحتياطي لرجال ذوي أصول آسيوية لفترات متباينة. وقد قالوا لوسائل إعلام بريطانية إنّ حياتهم دُمرت بالكامل بسبب تلك المزاعم والتشهير الذي طاولهم على وسائل التواصل الاجتماعي. الأمر الذي مسّ حياتهم بسوء على صعد كثيرة، ووصل الأمر إلى أنّ بعضهم حاول الانتحار.
إليانور ويليامز ستواجه عقوبة الحبس لمدة قد تصل لـ8 سنوات
وقد أدانت هيئة المحلفين ويليامز التي تبلغ من العمر الآن 22 عامًا، بثماني تهم تتعلق بإفساد مسار العدالة، ومن المنتظر أن يتم سجنها لمدة قد تصل إلى ثمانية أعوام.
وقالت الصحف البريطانية أنّه خلال فترة الـ 17 شهرًا، كان هناك 5651 محاكمة بتهمة الاغتصاب في المحاكم البريطانية، منها 35 محاكمة تتعلق بمزاعم كاذبة بالاغتصاب.
ادّعاءات ويليامز سبّبت حصول جرائم عنصرية
وقالت شرطة كمبريا لموقع بي بي سي، إنّها اضطرت للتعامل مع أكثر من 150 جريمةً في أعقاب منشور ويليامز على موقع فيسبوك، 83 منها صُنفت على أنها جرائم مرتبطة بالكراهية.
ويصف دوغ مارشال، كبير ضباط التحقيق في القضية بأنّ تداعيات المنشور، روّجت لحالة مثيرة للاشمئزاز من العنصرية والفوضى، واتهام الأبرياء.
وأضاف "لقد صُدمت وأفزعني مستوى العنصرية، ويبدو أنّ الناس يعتقدون أنهم يعرفون أكثر عن القضية من المحققين والشرطة".
ووصف كيف أنّ بلدة بارو الصغيرة التابعة لمقاطعة كمبريا، المعروفة كحوض لبناء السفن، كسرها تمامًا منشور واحد على "فيسبوك"، وفرّق بين أفرادها الذين كانوا يعيشون في مجتمع قوي ومتماسك. متابعًا "كان الأمر أشبه بإسقاط قنبلة على البلدة".
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا
اختفاء البريطانية نيكولا بولي: قضية تشغل مستخدمي مواقع التواصل