نشر الفنان اللبناني زين العُمر الذي يتابعه أكثر من 100 ألف مستخدم، تغريدة أثارت جدلًا واسعًا على منصة تويتر. إذ ربط العمر، موت شباب العالم بـ"لقاح كورونا" الذي تجرعوه، على حد قوله. وطالب بمحاكمة كل من كان السبب في إعطاء اللقاحات عقب جائحة كوفيد 19، مهنئًا الذين رفضوا أخذ اللقاح، ومتهمًا في الوقت ذاته المشافي، باستغلال الظرف الذي مرّت فيه البشرية، حيثُ حققت أرباحًا بما يُقارب 30 ألف دولار، عن كل شخص يموت بسبب آثار فايروس كورونا من قِبل منظمة الصحة العالمية، بحسب وصفه.
الكونغرس الأميركي يحظر الملقحين من التبرّع بالدم
ولتعزيز نظريته المزعومة، ردّ الفنان زين العُمر على بعض متابعيه الذين راودتهم شكوكًا حول صحة كلامه، بصورة زائفة تزعم أنَّ الكونغرس الأميركي كان قد أصدر قرارًا يحظر على المواطنين الأميركيين الذين تلقّوا لقاح فايزر، التبرّع بالدم، بعد أن اعترفت شركة فايزر بالخديعة.
مشروع قانون منع تبرع المطعّمين بالدم
وتزامن انتشار هذه الصورة المزيفة، مع محاولة النائب الجمهوري، غريغ كميتز، تقديم مشروع قانون لولاية مونتانا في 17 فبراير/شباط الفائت بعنوان "منع التبرع ببعض الدم ومنتجات الدم"، ليقترح حظر الأشخاص المطّعمين باللقاح، أو المصابين بفايروس كورونا، من التبرع بالدم في الولاية.
وادّعى المصوتون لصالح القانون المُقترح، أنَّ بعض الأصدقاء والأفراد ماتوا مبكرًا نتيجة تلقيهم للقاح كورونا. في حين قال المعارضون لمشروع القانون، والعديد من المهنيين الطبيين إن "لغة القانون المُقترح فضفاضة للغاية، وستؤدي في الواقع إلى تدمير إمدادات الدم والمتبرعين بالأعضاء في مونتانا". وحتّى اللحظة لم تتم الموافقة على القانون.
وفي السياق، تقول منظمة الصحة العالمية بالإضافة إلى الصليب الأحمر إنَّ الأدلة الحالية، تشير إلى أنه يمكن التبرع بالدم بعد 4 أسابيع في حال، تلقى المرضى لقاحات تحتوي على فايروس حيّ (مثل لقاحات مستندة إلى ناقل فايروس أو لقاحات بفايروس حي مخفف)، وبعد 7 أيام للذين تلقوا لقاح كورونا-سارس-2 الذي لا يحتوي أي فايروس حيّ وكان المرضى معافين.
ونشرت مواقع إلكترونية عدة التغريدة التي يزعم فيها زين العمر، ارتباط لقاح كورونا بالموت المبكر.
تزامنَ ادعاء زين العمر مع وفاة الفنان السوري محمد قنوع
وعلى الرغم من عدم ذكر موت الفنان محمد قنوع في التغريدة، فإن ادعاء الفنان اللبناني زين العمر تزامن مع وفاة الفنان السوري عن عمر 49 عامًا متأثرًا بنوبة قلبية. وشكلّ موته صدمة في الأوساط الفنية والشعبية، خاصةً أنه شارك في المسلسلات الرمضانية الأخيرة وكان بصحة جيدة. وربطت بعض الحسابات إضافة لتغريدة زين العمر، موت قنوع، بلقاح فايروس كورونا.
لا علاقة لوفاة الممثل محمد قنوع بلقاح كورونا أو نتيجة خطأ طبي
وبحسب مصادر "مسبار" المقربة من عائلة الفنان السوري الراحل محمد قنوع، أوضحت زوجته السيدة ميادة، أن الفنان كان يعاني من بعض المشاكل في القلب، ويوم الأربعاء 19 إبريل الجاري، أجرى قسطرة قلبية تمهيدًا لعملية الشبكات القلبية التي أخبره أطباؤه أنه يحتاجها.
وفي مساء يوم الخميس 20 إبريل خرج رفقة أصدقائه ليدخّن “الشيشة” -المعروف بين مقربيه بحبه لها- ونتيجة لذلك، لاحظ بداية سوء حالته وذهب إلى المستشفى بنفسه للاطمئنان، ومنذ ذلك الوقت، تدهورت حالة قلبه تدريجيًا حتى حدثت الوفاة يوم السبت 22 إبريل، كما أكد تلك الرواية ابن عمه المخرج زهير قنوع.
ماذا تقول الدراسات العلمية عن لقاح كورونا؟
تنوعت اللقاحات المرتبطة بفايروس كورونا، وإلى الآن لم تؤكد أي دراسة العلاقة الحتمية بين تجرع اللقاحات والسكتات القلبية لدى الشباب ولدى كبار السن.
أظهرت دراسة بعنوان "لا يزيد لقاح Comirnaty (Pfizer-BioNTech) من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 75 عامًا وأكثر في فرنسا"، والمنشورة بتاريخ 19 يوليو/تموز 2021، في نتائجها أنه لا وجود لخطر متزايد، لحدوث أزمات قلبية وعائية خطيرة بعد التطعيم بلقاح كوميرناتي من شركة فايزر-بيو إن تك لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا.
واستخدمت مجموعة EPI-PHARE المهتمة بدراسات علم الأوبئة الدوائية، بيانات من النظام الصحي الوطني الفرنسي وقاعدة من بيانات نظام معلومات اللقاح، من أجل قياس الرابط بين لقاحات فايزر–بيونتك، وخطر الدخول إلى المستشفى على المدى القصير لأسباب تتعلق بالنوبات الوعائية القلبية التي اشتغلت الدراسة على أربعة منها "احتشاء عضلة القلب، السكتة الدماغية، السكتة الدماغية النزفية والانسداد الرئوي"، وغطت الدراسة جميع الحالات في فترة امتدت من 15 ديسمبر 2020 إلى 20 مارس 2021.
وفي دراسة أخرى نُشرت بتاريخ 6 أكتوبر العام 2022، والتي أجرتها المكتبة الوطنية الأميركية للطب، على مجموعة من اللقاحات وارتباطها بمضاعفات احتشاء عضلة القلب، قالت في استنتاجها "ربطت العديد من الدراسات الـ MI، أي احتشاء عضلة القلب، بلقاحات كوفيد-19 التي تمّت دراستها، ولكن لم يتم العثور على ارتباط محقق".
وتم تحديد 56 دراسة، اختير منها 29 بعد تطبيق المعايير الأهلية. وكانت أغلبية هذه الدراسات عبارة عن تقارير تتضمن حالات أصيبت باحتشاء عضلة القلب بعد تناول لقاح فايروس كورونا، لكن لم يتم التأكد وإثبات أي علاقة سببية بين الاثنتين. وكانت غالبية الحالات المبلغ عنها من لقاح أسترازينكا يليها لقاح فايرز، كما يظهر في الرسم البياني التالي المأخود من الدراسة
وفي 20 فبراير 2023، كشف باحثون في كلية Icahn للطب في الولايات المتحدة الأميركية، عبر تحليل مجموعة من البيانات الأكثر شمولًا في أميركا إنَّ "التطعيم ضد كوفيد 19، مرتبط بعدد أقل من نوبات القلب والسكتات الدماغية ومشاكل الأوعية بين الأشخاص المصابين بفايروس SARS-CoV -2، الفايروس المسبب لكوفيد-19". ونشرت هذه الدراسة في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب.
وأووضحت منظمة الصحة العالمية أنّه بناءً على الأدلة، فإن "فوائد لقاحات فايروس كورونا تفوق بشكل كبير المخاطر الجانبية المحتملة". وأشارت المنظمة أنه تمّ تطعيم 85% من سكان العالم بحلول يناير/ كانون الثاني 2023. وقالت الدكتورة كيت أوبراين مديرة قسم التحصين واللقاحات لدى منظمة الصحة العالمية، إنّ "لا دليل إضافي يثبت بحسب تقييم المنظمة للتقارير بالاستناد على البيانات الأميركية التي تراقب سلامة اللقاحات، أن هنالك صلة بين لقاحات الرنا مرسال والتجلطات الدماغية". وأضافت أن خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب الناتج ربما عن اللقاح، نادر الحدوث ويكون عادة خفيفًا ويعالج بسرعة، ويعتبر أقل خطورة عن التهاب القلب الناتج عن فايروس كورونا أو أسباب أخرى.
محمد قنوع يزعم في مقابلة سابقة أن كورونا مؤامرة عالمية
تُعدّ كورونا، أول جائحة عالمية تستخدم فيها التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي والوسائط المتعددة، لإعلام الناس وإرشادهم، وفي الوقت نفسه، استخدمت فيها الأخيرة، من أجل نشر المعلومات المُضللة والزائفة، ما أدى في كثير من الأحيان إلى تهديد وتقويض الجهود الدولية في السعي نحو مكافحة الفايروس.
وفي السياق نفسه، وخلال مقابلة تلفزيونية أجرتها الإعلامية رابعة الزيات مع الممثل السوري محمد قنوع قبل رحيله، في برنامج "شو القصة؟"، على قناة الجديد، أدلى قنوع ببعض التصريحات المضللة، وادّعى الفنان السوري الراحل أنَّ كورونا "كذبة كبيرة"، وأنَّ هناك مخطط للتخلص من ثلث سكان العالم، والثلث المعطل للعالم هم كبار السنّ الذين يشكلون عبئًا على الشركات الكبرى. وأضاف “لعب الذين تسببوا بنشر الفايروس، بالحالة النفسية عند الشعوب، وعززوا الرُهاب النفسي”. وفي معرض حديثه عن الأدوية، قال إن "الأدوية التي أعطيت للمرضى المصابين بفايروس كورونا تسببت بموتهم". ونصح المشاهدين قائلًا "ليس على المريض سوى الجلوس في المنزل لتنتهي مرحلة الحجر ويتعافى".
والجدير بالذكر أن أجهزة الاستخبارات الأميركية لا تزال منقسمة حول ما إذا كان فايروس كورونا قد انتقل إلى الإنسان من حيوان، أو أنه نتيجة تسريب من معهد ووهان لعلم الفيروسات في الصين. لكن مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هاينز صرحت بأن "هناك إجماع واسع أن تفشي الفايروس لم يأتِ نتيجة سلاح بيولوجي أو هندسات وراثية".
المصادر:
-who
أقرأ/ي أيضًا
سام يوسف وإيدي كوهين.. هل يستغلان خوارزمية تويتر؟
هل قادت حسابات آلية في تويتر التفاعل على وسم مطار مروي السوداني؟