نشرت قناتا العربية والحدث، يوم 27 يناير/كانون الثاني الجاري، مقطع فيديو قالت إنه يصوّر حشودًا من سكان مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، يهتفون بشعار "الشعب يريد إسقاط حماس" أثناء مغادرتهم المنطقة.
لم يلبث مقطع الفيديو أن انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى انتشرت ادعاءات أفادت بأن النازحين كانوا قد أُجبروا على الهتاف ضد حماس من قبل جنود الاحتلال الذين أحاطوا بهم عند نقطة العبور من خانيونس إلى رفح. وعقب هذه الادعاءات، حذفت قناتي الحدث والعربية المشهد المتداول من جميع الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي.
من جهة أخرى، وجد “مسبار” أن العديد من الحسابات الإسرائيلية الرسمية، نشرت هذا المشهد يوم 27 يناير الجاري، وقالت إنه لحشود من الشعب الفلسطيني وهم يهتفون ضد حماس، واستغلته للترويج بأن حماس هي المسؤولة عن معاناة أهل غزة في الحرب الجارية.
فما صحة هذا المشهد وهل تعرّض النازحون فيه لضغوط أجبرتهم على الهتاف ضد حماس؟
استهداف إسرائيل النازحين الفلسطينين إلى جنوبي القطاع
تواصل مسبار مع أحد النازحين الذين كانوا ضمن هذا التجمع، خلال نزوحهم من مدينة خانيونس، وأفاد بأنّ الناس اضطروا إلى الهتاف ضد حماس لمحاولة إقناع جنود الاحتلال بعدم قتلهم، خاصة وأن جنود الاحتلال وآلياتهم كانوا يتمركزون في نقطة العبور.
وفي السياق، وثقت وسائل الإعلام العديد من المشاهد التي أعدم فيها الاحتلال الإسرائيلي نازحين مدنيين عزّل، منهم من حمل الراية البيضاء، خلال محاولة نزوحهم إلى المناطق التي يصفها الاحتلال بأنها “آمنة”.
ففي التاسع من يناير الجاري، نشرت وسائل الإعلام مشهدًا يظهر إعدام قناصة الاحتلال لامرأة فلسطينية نازحة من شمال غزة، كانت تمسك طفلها بإحدى يديها وترفع الراية البيضاء بالأخرى.
كما نشرت قنوات إخبارية مقطع فيديو يظهر استهداف قوات الاحتلال للنازحين في مستشفى النصر بعد محاصرته، على الرغم من رفعهم الرايات البيضاء.
إلى جانب هذه المشاهد، وثّق صحفي فلسطيني مشهد إعدام جنود الاحتلال لفلسطيني مدني أعزل في منطقة المواصي في مدينة خانيونس.
وانتشرت منذ بضع ساعات مشاهد وثّقتها قناة الجزيرة تظهر استهداف الاحتلال للنازحين من مدينة خانيونس إلى رفح، بإطلاق الرصاص المباشر عليهم.
إصرار نتنياهو على الاستمرار بالحرب على غزة
وفي الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل استغلال المشهد المتداول لتصدير فكرة أن حماس تقف خلف معاناة الشعب الفلسطيني في الحرب الجارية، يستمر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالتأكيد على استمرار إسرائيل بالحرب الجارية على القطاع، إذ صرح مؤخرًا بأن إسرائيل لن تقبل إلا “بالنصر الكامل على حماس”، وأن هذا يتطلب الاستمرار بالحرب لأشهر إضافية.
كما نقلت الصحافة العبرية تصريحات من الجانبين العسكري والسياسي، تفيد بأن الحرب ستستمر لمدة عام آخر، وأن عام 2024 بأكمله سيكون في "وضع الحرب".
هذا، وتستمر الاحتجاجات الشعبية في دولة الاحتلال على نية الحكومة بالاستمرار بالحرب الجارية، إذ لا تعكس رغبة الحكومة بالاستمرار بالعدوان على غزة رغبة شعب دولة الاحتلال، خاصة أهالي المحتجزين منهم.
وكانت مدينة حيفا، قد شهدت يوم 20 يناير الجاري، احتجاجات تطالب بوقف فوري للحرب، وإبرام صفقة مع حماس لعودة المحتجزين.
كما وثّقت وسائل إعلام عبرية وعربية محاصرة أهالي الأسرى الإسرائيليين لمنزل نتنياهو في قيسارية، والمبيت أمامه بالخيم المتنقلة، احتجاجًا على استمرار الحرب وللمطالبة بعقد صفقة مع حركة حماس تتضمن الإفراج عن المحتجزين.
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ115 على التوالي، منذ تنفيذ حركة حماس عملية طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت ضد مستوطنات غلاف غزة.
وفي آخر تصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أشرف القدرة، أفاد أن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 14 مجزرة ضد عائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 215 شخصًا و300 إصابة خلال الـ24 ساعة الفائتة، مضيفًا أن قوات الاحتلال تمنع وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إلى الضحايا تحت الركام وفي الطرقات.
إلى جانب هذا، أشار القدرة إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يشدد حصاره لمجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل مما يشل قدرات المنظومة الصحية في إنقاذ الجرحى، فضلًا عن نفاد العديد من أدوية التخدير ومثبتات العظام ووحدات الدم، وتعطل قسم العناية المركزة.
وأضاف القدرة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى26637 ضحية، و65387 إصابة، حتى تاريخ اليوم الاثنين 29 يناير.
اقرأ/ي أيضًا
معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: إضفاء الشرعية الأكاديمية على الخطاب الإسرائيلي
أبرز الأخبار الزائفة حول أزمة دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح