` `

الجيش الإسرائيلي يروّج لمعلومات مضللة حول ضحايا مجزرة مدرسة التابعين في غزة

إسلام عزيز إسلام عزيز
سياسة
11 أغسطس 2024
الجيش الإسرائيلي يروّج لمعلومات مضللة حول ضحايا مجزرة مدرسة التابعين في غزة
قائمة الجيش الإسرائيلي تضم أسماء أشخاص لا علاقة لهم بأي نشاط سياسي

قصف الجيش الإسرائيلي مدرسة التابعين في حي الدرج وسط مدينة غزّة، فجر يوم السبت 10 أغسطس/آب الجاري، وراح ضحية القصف الإسرائيلي أكثر من 100 شخص وأُصيب العشرات بجروح مختلفة في المدرسة التي لجأ إليه نازحون بسبب العمليات العسكرية المستمرّة في قطاع غزة.

أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن قصف المدرسة، إذ صرّح المتحدث باسمه، أفيخاي أدرعي، أن العملية نُفذت بناءً على توجيهات من هيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك والقيادة الجنوبية للجيش. وادّعى أدرعي أن المدرسة كانت تُستخدم كمقر قيادة عسكري من قبل "مخربين" تابعين لحركة حماس، وأنها كانت تُستخدم لتنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية، وفق قوله.

الاحتلال ينشر أسماء ضحايا قُتلوا قبل مجزرة مدرسة التابعين

بعد وقوع المجزرة، أصدر الجيش الإسرائيلي قائمة بأسماء 19 شخصًا ادّعى أنهم من عناصر حركة حماس والجهاد الإسلامي، وقد “قُتلوا في القصف” الذي استهدف مدرسة التابعين.

إلا أن التحقيق في الأسماء المدرجة في القائمة، أظهر أنها تشمل ضحايا قُتلوا قبل هذا الهجوم، وأشخاصًا لا صلة لهم بحركة حماس أو الجهاد الإسلامي.

القائمة التي نشرها الاحتلال بعد مجزة مدرسة التابعين
القائمة التي نشرها جيش الاحتلال على أنها تضم مسلحين قُتلوا في الهجوم على مدرسة التابعين

أدرج الجيش الإسرائيلي في قائمته اسم يوسف سيد الوادية، إلا أن مصادر فلسطينية أكدت أن الوادية راح ضحية قصف إسرائيلي قبل يومين من مجزرة مدرسة التابعين وفي مكان مختلف. وقد نشر أصدقاء ومعارف الوادية نعيًا له عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الثامن من أغسطس الجاري، أي قبل يومين من وقوع المجزرة.

منشور ينغي مقتل يوسف الوادية قبل مجزرة التابعين بيومين
منشور ينعي يوسف الوادية قبل مجزرة التابعين بيومين

وتضمّنت قائمة الجيش الإسرائيلي صورة لشاب ادّعت أنه يُدعى منذر نصر ضاهر، وأنه أحد المستهدفين في مجزرة مدرسة التابعين. لكن بعد التحقيق، تبيّن أن الاسم الحقيقي للشاب هو منتصر نصر ضاهر، وهو مواطن مدنيّ راح ضحية قصف إسرائيلي مع شقيقته نعمة ضاهر داخل شقتهما بعد ظهر يوم الجمعة 9 أغسطس الجاري، أي قبل يوم واحد من المجزرة. وقد نشر أقاربه نعيًا له في مواقع التواصل الاجتماعي.

منشور ينغي مقتل منتصر نصر ضاهر قبل مجزرة التابعين
منشور نعي لمنتصر نصر ضاهر قبل مجزرة التابعين

وأفاد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، بأن قائمة الجيش الإسرائيلي تضم أسماء أشخاص لا علاقة لهم بأي نشاط سياسي. من بين هذه الأسماء، محمد حامد الطيف، وهو مدير مدرسة سابق ووسيط في لجنة محلية، وليس له أي صلة بنشاطات سياسية.

وأضاف عبده أنه تم التعرف على عبد العزيز الكفارنة، وهو مدني من بيت حانون لا علاقة له بحركة حماس، وعبد الكريم حمد، وهو “رجل متدين متعاطف مع حماس لكنه لم يكن منضمًا لصفوفها”.

وأشار رئيس المرصد الأورومتوسطي إلى أن القائمة تشمل أربعة أفراد من عائلة الجعبري، مؤكدًا أنهم "لا يمارسون أي نشاط سياسي أو عسكري"، إلى جانب إمام مسجد، وشخص من عائلة حبيب “كان على خلاف مع حماس”، وأستاذ جامعي من عائلة الكحلوت لم يشارك في أي عمل سياسي.

مصادر فلسطينية في القطاع أكدت أيضًا أن العديد من الأسماء المدرجة في القائمة هم دعاة وأساتذة جامعات لا علاقة لهم بأي نشاط عسكري.

وأدرج الجيش الإسرائيلي في قائمته اسم محمد حسن أبو سعدة، الذي كان يشغل منصب مدير أوقاف غزة، ويعمل كداعية وإمام. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهره وهو يخطب ويؤم المصلين سابقًا.

أكثر من 100 ضحية في قصف الاحتلال على مدرسة التابعين

حاول الاحتلال الإسرائيلي التغطية على المجزرة التي ارتكبها في مدرسة التابعين، والتي أسفرت عن أكثر من 100 ضحية وإصابة العشرات، من خلال نشر قائمة تضم أسماء أشخاص زعم أنهم من حركة حماس والجهاد الإسلامي.

وأشار المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، عقب المجزرة، إلى أن الاحتلال استهدف النازحين بشكل مباشر أثناء تأديتهم صلاة الفجر، مما أدى إلى ارتفاع سريع في أعداد الضحايا. وأضاف المكتب الإعلامي أن حجم المجزرة وعدد الضحايا الكبير حال دون تمكن الفرق الطبية والدفاع المدني وفرق الإغاثة والطوارئ من انتشال الجثث بسرعة.

وأفاد شهود عيان كانوا بالقرب من المدرسة وقت القصف، أن الهجوم الإسرائيلي بدأ مباشرة بعد تكبيرة الإحرام خلال صلاة الفجر.

وأكد إسماعيل الثوابتة، المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن القصف استهدف المدرسة بثلاثة صواريخ، كل منها يزن ألفي رطل من المتفجرات. وشدد على أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بوجود النازحين داخل المدرسة، واصفًا رواية الجيش الإسرائيلي لما حدث بأنها "مليئة بالأكاذيب والمعلومات المزيفة، وأنه يسعى من خلال بياناته الزائفة تبرير جرائمه في حق شعبنا".

حماس تنفي مزاعم الاحتلال حول استهداف مسلحين في مجزرة مدرسة التابعين

عقب المجزرة، أصدرت حركة حماس بيانًا نفت فيه مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بوجود مسلحين داخل مدرسة التابعين. وأكدت الحركة أن الجيش الإسرائيلي "يحاول تبرير جريمته النكراء في ظل الانتقادات الدولية الواسعة، من خلال ادعائه الكاذب والمضلل أن 19 شهيدًا من بين أكثر من 100 من المدنيين قتلهم بدم بارد في مجزرة مدرسة التابعين، هم من نشطاء المقاومة".

وأوضحت حماس أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، وأن القائمة تضم أطفالًا وموظفين مدنيين وأساتذة جامعات ورجال دين لا صلة لهم بأي نشاط سياسي أو عسكري.

وشددت الحركة على أن جميع ضحايا المجزرة كانوا مدنيين، ولم يكن بينهم أي مسلحين، وتم استهدافهم أثناء تأديتهم صلاة الفجر.

حماس تنفي مزاعم الاحتلال حول استهداف مسلحين في مجزرة مدرسة التابعين

اقرأ/ي أيضًا

دون أدلة: وسائل إعلام تتبنى الراوية الإسرائيلية حول مجزرة مدرسة التابعين

ما حقيقة المزاعم التي نشرها الجيش الإسرائيلي حول الصحفي إسماعيل الغول بعد اغتياله؟

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة