أبرز الأخبار الزائفة حول المواجهات الأخيرة بين المغرب وجبهة البوليساريو

مع عودة المواجهات بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، انتشرت الأخبار الزائفة على مواقع التواصل الاجتماعي ورصد "مسبار" حتى تاريخ نشر هذا المقال، 21 مادة لفحص الحقائق، بين أخبار مضللة وزائفة ومقاطع فيديو وصور مفبركة.

وفيما يلي أهم الأخبار الزائفة التي تحقق منها "مسبار" خلال الصراع الأخير حول منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها.

تدمير ونقل المعدات العسكرية

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعي فيديو ادعت أنهما لقطار تابع للجيش المغربي متوجه إلى معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا. وتحقق "مسبار" من مقطعي الفيديو المتداولين ووجد أنهما مضللان، إذ يعود الأول إلى قطار عسكري تابع لشركة BNSF للسكك الحديدية الأميركية، يضم 60 عربة مسطحة و 118 دبابة. التقط في 23 مايو/آيار عام 2005 في ممر تيهاتشابي وهو ممر جبلي في مقاطعة كيرن، في كاليفورنيا.

أما مقطع الفيديو الثاني، فيعود إلى قطار عسكريمن شركة BNSF أيضاً، ويظهر حاملاً لدبابات M1 Abrams في محطة بيربنك في كاليفورنيا، يوم 8 فبراير/شباط 2015.

ونشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو قصير يظهر تمايل سيارة عسكرية ثم انقلابها في منطقة صحراوية، زعم متداولوه أنها تعود لقوات جبهة البوليساريو خلال الأحداث الأخيرة التي تشهدها منطقة الصحراء الغربية.

مقطع فيديو يدعي ناشروه أنه لانقلاب سيارة تابعة لجبهة البوليساريو.

إليكم تحقق #مسبار 👇https://t.co/m06fyAIh1T

— Misbar - مسبار (@misbarfc) November 23, 2020

واتضح لـ"مسبار" أن المقطع المتداول مضلل وقديم، نشر في يوليو/تموز من عام 2019 على مواقع عدة بسياقات ساخرة ، طالت كلاً من  الجيش الإيراني والجيش العراقي والجيش الليبي. ولم يتسنّ لـ"مسبار" العثور على أصل هذا المقطع، ولكن انتشاره في العام الفائت يؤكد أنه مضلل ولا علاقة له بالأحداث الحالية.

كما تناقل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، صورة دبابة عسكرية محترقة، ادعوا أنها كانت تنقل أسلحة جبهة البوليساريو، ودمرتها القوات المسلحة المغربية. وتحقق "مسبار" من الصورة وتبين أنها مضللة، ولا علاقة لها بما يحدث في الصحراء الغربية مؤخراً. إذ نشرتها وكالة غيتي الصور التي تعود إلى دبابة عراقية من طراز T-55، تحترق، بعد هجوم شنته الفرقة المدرعة الأولى للمملكة المتحدة خلال عملية عاصفة الصحراء.

منطقة تندوف

تداولت صفحات إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبراً يدعي أن الجزائر أعلنت حالة الطوارئ في محافظة تيندوف، إثر المواجهة القائمة بين الاحتلال المغربي و جبهة البوليساريو، وقالت إن الجيش الجزائري فعل منظومة إس-400 تحسباً لأي طارئ. وأرفق الخبر بصورة للمنظومة.  لكن الخبر زائف والصورة المرافقة له قديمة ومضللة، إذ لم تعلن الجزائر إلى الآن عن حالة الطوارئ على أراضيها كما لم تُفعل منظومة إس-400 إثر المواجهة بين المغرب وجبهة البوليساريو.

وتعود الصورة الأصلية إلى منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400، التي بدأت تركيا في تسلمها عام 2019، بعد عقد اتفاقية تزويد أنقرة بالمنظومة في أبريل/نيسان 2017.

كما نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادعت أنها لسفارة فتحتها الجزائر في تندوف، رداً على موقف الدول العربية من ملف الصحراء الغربية. واتضح أن الصورة المتداولة  مفبركة، وليست لسفارة الجزائر في تندوف، إذ تم تعديلها بإضافة علم الجزائر واسم السفارة. كما لم تعلن الجزائر عن فتح سفارة لها في المخيمات، التي تقع على أراضيها وتعدّ المقر الرئيسي لجبهة البوليساريو.

وبحث "مسبار" عن الصورة الأصلية ووجد أنها تعود لمحتجين في مخيم "كديم إيزيك "على بعد كيلومترات من مدينة العيون، كبرى مدن إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه بين المغرب و جبهة بوليساريو، عام 2010، ضد ما وصفوه بـ"تردي ظروفهم المعيشية"، مطالبين بتوفير"الوظائف والسكن". وكان المخيم يأوي ما لا يقل عن 12 ألف شخص.

اشتباكات قديمة ومضللة

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يعود للحظة قصف جبهة البوليساريو لمواقع الجيش المغربي، في منطقة المحبس الحدودية. بيد أنه مضلل وقديم، إذ يعود إلى قصف قوات سعودية لجماعة الحوثي عام 2015، ولا علاقة له بالمواجهات الحدودية بين جبهة البوليساريو والجيش المغربي.

الفيديو المتداول قديم ولا علاقة له بالمواجهات الحدودية بين جبهة البوليساريو والجيش المغربي.
إليك تحقق #مسبار 👇https://t.co/OHkIbzwh5d#اخبار #اخبار_العالم #حقائق #منصة_مسبار #المغرب #البوليساريو pic.twitter.com/4Gkvbep7pL

— Misbar - مسبار (@misbarfc) November 15, 2020

ونقلت مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورةً لطفل يحمل سلاحاً، وأرفقت الصورة بخبر "البوليساريو تختطف الأطفال من عائلات المحتجزين في المخيمات وتسلحهم". ووجد "مسبار" أنها لطفل مسلح من اليمن، التقطها المصور محمد حويس عام 2017، ونشرتها وكالة غيتي مع تعليق "صبي يمني يقف حاملاً بندقية كلاشنكوف خلال تجمع للمقاتلين الحوثيين المجندين حديثاً في العاصمة صنعاء، لحشد مزيد من المقاتلين إلى جبهات القتال في الحرب ضد القوات الموالية للحكومة في عدة مدن يمنية".

هذا ولم يتسنَ لـ"مسبار" التحقق من الخبر المرافق للصورة حول اختطاف جبهة البوليساريو للأطفال من المخيمات بغرض تسليحهم.

وتناقلت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورتين ادعت أنهما لإطلاق "الجيش الصحرواي"، التابع لجبهة البوليساريو، الأقمار الصناعية أفق-18 وأفق-20، على الجيش المغربي في الصحراء الغربية. إلاّ أن الادعاء مضلل، فهي ليست من الصحراء الغربية. إذ تعود الصورة الأولى لمناورات عسكرية روسية مع دول أخرى في القوقاز ونُشرت في سبتمبر/أيلول من العام الجاري. أما الصورة الثانية فتعود إلى جيش النظام السوري في مدينة تدمر السورية، عام 2016.

أعمال بناء في معبر الكركرات

تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثاً، صوراً قالت إنها لإصلاح طريق الكركرات بين المغرب والحدود الموريتانية، في ظل تصاعد الاشتباكات بين الجيش المغربي وجبهة البوليساريو. وتبين أن الصور قديمة ومضللة، نُشرت عام 2016 وأرفقت بخبر حول مواصلة الآليات والجرافات عملها في تعبيد محور بمنطقة الكركرات تعزيزاً للشبكة الطرقية.

مستخدمون يدعون أنها صورٌ حديثة لإصلاح معبر الكركرات بين المغرب وموريتانيا.. هل هذا صحيح؟

إليكم تحقق #مسبار 👇https://t.co/G8v95owD30

— Misbar - مسبار (@misbarfc) November 24, 2020

وانتشرت في صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صور لآليات عسكرية مرفقةً بادعاء يفيد بأنها تعود للقوات المسلحة الملكية المغربية أثناء بنائها لجدار يمتد من نقطة الكركرات إلى نقطة 55 للحدود الموريتانية لمنع أي تحرك مستقبلي لقطاع الطرق. ووجد "مسبار" أنها مضللة، إذ نشرت للمرة الأولى في منتدى "far-maroc" المعنيّ بنشر الأخبار المتعلقة بالقوات المسلحة المغربية، واتضح أن الصورتين التاليتين نشرتا للمرة الأولى في المنتدى في ديسمبر/كانون الأول عام 2019، وذُكر أنهما تعودان لتمرين يدعى ORIENTALEX-19 ، أُجري في الفترة من 12 إلى 30 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، في ميدان الرماية والمناورة في مدينة جر.

أما الصورة الثالثة، فنشرت للمرة الأولى في المنتدى في مايو/أيار عام 2019 وذُكر أنها تعود لتمرين تمّ في الفترة الممتدة من 3 إلى 28 أبريل/نيسان 2019 باسم Saghro-19، في مرمى المناورة  في مدينة ورزازات.

يذكر أن آخر مادة فحص حقائق نشرها "مسبار" حول المواجهات بين القوات المغربية وجبهة البوليساريو، كانت في تاريخ 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لصورة مفبركة مرفقة بادعاء أنها لسفارة الجزائر في تندوف.

اقرأ/ي أيضاً

أشهر الإشاعات التي واكبت الانتخابات الأميركية

أبرز الأخبار الزائفة التي انتشرت بعد تصريحات ماكرون عن الإسلام