رصد "مسبار" مشاركة موقع "إسرائيل بالعربية" الحكومي، في حسابه الرسمي على موقع تويتر، تقريرًا أعدّته قناة الغد عن زيارة أقباط مصريين إلى مدينة القدس، قدموا للمشاركة في احتفالات سبت النور في كنيسة القيامة. ويتحدّث الحجّاج خلال التقرير عن حسن المعاملة، كما يتناول التقرير فرحة الحجاج المصريين بزيارتهم كنيسة القيامة على الرغم من العراقيل التي فرضتها السلطات الإسرائيلية عليهم.
ادّعاءات إسرائيلية أنّ حرية العبادة مكفولة للأديان الثلاثة
من جهته، أخذ الحساب الإسرائيلي مقطع الفيديو من سياقه الأصلي، وادّعى في وصفه له عند مشاركته، أنّ الحجّاج الظاهرين فيه عبّروا عن مدى روعة التجربة التي خاضوها وأشادوا فيها بحسن المعاملة، مشيرًا إلى أنّ "إسرائيل" تكفل حرية العبادة للأديان الثلاثة، على حدّ ما جاء في الوصف.
كذلك، نشرت حسابات إسرائيلية رسمية أخرى على موقع تويتر مثل حساب المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان، والمتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية وسيم بدر، تغريدات أكدوا فيها أنّ آلاف الحجاج المسيحيين أدّوا طقوس سبت النور في كنيسة القيامة بأمان واطمئنان، وأنّ إسرائيل تصون حرية العبادة للأديان الثلاثة.
احتفالات المسيحيين الأرثوذكس بمناسبة سبت النور
تأتي هذه التصريحات الإسرائيلية عقب احتفال مسيحيي الطائفة الأرثوذكسية يوم السبت 23 إبريل/نيسان الجاري بمناسبة سبت النور أو السبت المقدّس وهو آخر يوم في أسبوع الآلام عند المسيحيين، ويستعدّون فيه لعيد الفصح، الذي يوافق اليوم التالي.
خلال هذا العيد تتوجّه أنظار المسيحيين الأرثوذكس الذين يتّبعون التقويم الشرقي إلى مدينة القدس نظرًا لأهميتها الدينية بالنسبة إليهم. فالنور المقدّس ينبثق كلّ عام من قبر المسيح في كنيسة القيامة الموجودة في مدينة القدس، نتيجة قيامة المسيح من بين الأموات بعد صلبه، وفق العقيدة المسيحية.
ويتوافد عدد كبير من المؤمنين من الجنسيات كافة مثل اليونانية والروسية والرومانية والأقباط والسريان بالإضافة إلى المسيحيين العرب القاطنين في الأرض المقدسة، إلى كنيسة القيامة منذ يوم الجمعة العظيمة، بانتظار انبثاق النور المقدس وللمشاركة في الطقوس المعهودة.
إدانات لعرقلة السلطات الإسرائيلية وصول العديد من الحجّاج إلى كنيسة القيامة
كذلك، تأتي هذه التصريحات الإسرائيلية لتأكيد صون الدولة العبرية حرية ممارسة الشعائر الدينية، عقب اتهامات وُجهت إليها بانتهاك حق الفلسطنيين في العبادة. فقد دعا مركز العدالة من أجل الفلسطينيين (ICJP)، يوم الإثنين 25 إبريل الجاري، إلى التحقيق في تصرفات إسرائيل ضدّ الأماكن الدينية في مدينة القدس، وانتهاك حقّ الفلسطينيين في العبادة.
وجاء في بيان المنظمة البريطانية الحقوقية الداعمة للفلسطينيين، أنّ “القيود على دخول المسجد الأقصى ومواقع العبادة المسيحية في القدس المحتلة، إجراء غير قانوني واستفزازي وغير حساس للغاية اتخذته القوات الإسرائيلية”.
ولفتت الانتباه بشكل خاص إلى القيود الإسرائيلية المفروضة على المسيحيين الفلسطينيين، مشيرة إلى أنّ القوات الإسرائيلية أغلقت البوابة الجديدة المؤدية إلى البلدة القديمة أمام المصلّين المسيحيين الذين حاولوا الاحتفال بالسبت المقدس في مدينة القدس.
كما أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، في بيان لها، الانتهاكات الإسرائيلية والاعتداء على المصلّين المشاركين في احتفالات سبت النور، ووضع الحواجز لإعاقة وصول الفلسطينيين لكنيسة القيامة.
وأشارت اللجنة إلى محاولات الحكومة الإسرائيلية استغلال الفترة السابقة خلال جائحة كورونا وغياب المصلّين لعامين عن المدينة المقدسة بسبب الإجراءات الوقائية لتفرض واقعًا جديدًا في تحديد عدد المصلّين المشاركين في الاحتفالات الدينية، الأمر الذي رفضته الكنائس. ودعت المؤمنين لعدم الانصياع إلى القرارات المجحفة التي تصبّ في مصلحة المخطط الإسرائيلي لتهويد القدس وتفريغها من سكانها، وفق البيان.
بدورها، أدانت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية ممارسات الشرطة الإسرائيلية ورفضها الكامل للعنف الذي مارسه أفراد الشرطة ضد المصلين وتصرفاتهم "اللاأخلاقية" على الحواجز لا سيما ما نُصب منها في محيط مقرّ البطريركية وكنيسة القيامة.
الانتهاكات الإسرائيلية بحقّ الحجّاج المسيحيين خلال يوم سبت النور
تمّ رصد وتوثيق أكثر من انتهاك من قِبل القوات الإسرائيلية بحقّ المسيحيين العرب والفلسطينيين خلال اختفالات يوم سبت النور، ممّا يثبت التضليل الوارد في الخطاب الإسرائيلي. ووثق مقطع فيديو مشهد بكاء مسنّ مصري مسيحي، نتيجة ما تعرض إليه من مضايقات من شرطة الاحتلال خلال زيارته الأرض المُقدسة.
كما وثّقت مشاهد أخرى تذمّر المصريين وهم على الحاجز الإسرائيلي الذي أعاق وصولهم إلى كنيسة القيامة.
وخلافًا للمزاعم الإسرائيلية، أظهرت مقاطع فيديو فلسطينيين مسيحيين وهم يتعرضون للضرب على يد القوات الإسرائيلية.
كما تُظهر إحدى المقاطع سياسة التمييز التي مارسها الاحتلال في احتفالات سبت النور، حين طلب شرطي إسرائيلي من المسيحيين العرب أنّ يأخذوا صفًا مخالفًا لصف المسيحيين الأجانب.
واستثنت السلطات الإسرائيلية كبار رجال الدين وشخصيات أجنبية وبعض قناصل الدول الأوروبية من القيود التي فرضتها للوصول إلى كنيسة القيامة، بحسب موقع العربي الجديد.
ودفعت الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين من المسيحيين في ذلك اليوم، إلى بكاء كاهن فلسطيني كان يحاول اجتياز حواجز الشرطة.
وحدّدت المحكمة العليا الإسرائيلية قبل يوم سبت النور، الأعداد المسموح بدخولها إلى كنيسة القيامة، إذ لم يُسمح إلّا لأربعة آلاف شخص فقط بالوصول إليها، وهو ما رفضته الكنائس المسيحية، التي عبرت عن غضبها من هذا القرار.
تهديد الوجود المسيحي في القدس
شكّل المسيحيون نحو 25 في المئة من عدد سكان القدس عام 1922، أمّا اليوم فإنّ نسبتهم لا تزيد عن 1 في المئة من عدد سكان المدينة، نتيجة عدة أسباب، بحسب المتحدث باسم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأراضي المقدسة، وديع أبو نصار.
وأوضح أبو نصار في حوار مع "الأناضول"، أنّ انخفاض الأعداد ناتج عن مزيج من الضغوط الاقتصادية، وانعدام الأفق السياسي، وأيضًا الإجراءات الإسرائيلية. كما قال إنّه بحسب التقديرات هناك أقل من 10 آلاف مسيحي فلسطيني في القدس.
ويُذكَر أنّ آخر مرة صادف فيه شهر رمضان، عيد الفصح لدى اليهود والفصح لدى المسيحيين، كانت قبل ثلاثة عقود من الزمن.
اقرأ/أيضًا:
الفيديو من تصوير فيلم وليس لفبركة مشهد قتل إسرائيليين طفلًا فلسطينيًّا
الصورة ليست من إحياء ليلة 27 رمضان الجاري في المسجد الأقصى
المصادر:
المتحدث الرسمي باسم شرطة إسرائيل -الرائد وسيم بدر
